الاثنين، 22 أبريل 2013

أربعة عناوين شخصية....محمود درويش - فلسطين

 غرفة في فندق
سلامٌ على الحب يوم يجيءُ
ويوم يموتُ، ويومَ يُغَيِّرُ أصحابَهُ في الفنادِقِ
هل يخسرُ الحبُّ شيئًا? سنشربُ قهوتنا في مساءِ الحديقةِ
نروي أحاديثَ غربتنا في العشاءِ
ونمضي إلى حجْرةٍ كي نتابع بحث الغريبين عن ليلةٍ من حنانٍ، إلخ.. إلخ..
سننسى بقايا كلام على مقعدين
سننسى سجائرنا، ثم يأتي سوانا ليكمل سهرتنا والدخان
سننسى قليلاً من النوم فوق الوسادة
يأتي سوانا ويرقد في نومنا، إلخ.. إلخ
كيف كُنَّا نُصَدِّقُ أجسادَنا في الفنادقِ؟
كيف نُصَدِّقُ أَسرارنَا في الفنادق؟
يأتي سوانا، يُتابع صرختنا في الظلام الذي وَحَّدَ الجسدينْ
ولسنا سوى رَقمين ينامان فوقَ السرير .. إلخ.. إلخ..
المشاع المشاع، يقولان ما قاله عابرانِ على الحبِّ قبل قليل
ويأتي الوداعُ سريعًا سريعًا
أما كان هذا اللقاء سريعًا لننسى الذين يحبوننا في فنادق أخرى؟
أما قلتِ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيري؟
أما قلتُ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيرك في فندقٍ آخر أو هنا فوق هذا السريرِ؟
سنمشي الخطى ذاتها كي يجيءَ سوانا ويمشي الخطى ذاتها.. إلخ.. إلخ



أربعة عناوين شخصية(2)....محمود درويش - فلسطين

 مقعدٌ في قطار-
مناديلُ ليست لنا
عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ
ضوءُ المحطة
وردٌ يُضَلِّل قلبًا يُفَتِّش عن معطفٍ للحنانِ
دموعٌ تخونُ الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا
من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول؟
زنابقُ ليست لنا كي نُقَبِّل خط الحديد
نسافر بحثًا عن الصِّفْر
لكننا لا نحبُّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا
مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبَّنا واقفًا في انتظار الدخانِ
قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ
في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ
كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيت
نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش
نوافذُ ليستْ لنا، والسلامُ علينا بكُلِّ اللغات
تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمةَ؟
أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا؟
بعيدٌ أنا عن بعيديَ
ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائعِ
ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ
نحن الذين نحبُّ لعشر دقائقَ لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه
لا نستطيع عبور الصدى مرتين

أربعة عناوين شخصية.(1)......محمود درويش - فلسطين

 متر مربع في السجن

هو البابُ، ما خلفه جنَّةُ القلب. أشياؤنا
- كُلُّ شيء لنا - تتماهى. وبابٌ هو الباب،
بابُ الكنايةِ، باب الحكاية. بابٌ يُهذِّب أيلولَ.
بابٌ يعيد الحقولَ إلى أوَّل القمحِ.
لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الدخول إلى خارجي
عاشقًا ما أراهُ وما لا أراهُ
أفي الأرض هذا الدلالُ وهذا الجمالُ ولا بابَ للبابِ؟
زنزانتي لا تضيء سوى داخلي..
وسلامٌ عليَّ، سلامٌ على حائط الصوتِ
ألَّفْتُ عشرَ قصائدَ في مدْح حريتي ههنا أو هناك
أُحبُّ فُتاتَ السماءِ التي تتسلل من كُوَّة السجن مترًا من الضوء تسبح فيه الخيول،
وأشياءَ أمِّي الصغيرة..
رائحةَ البُنِّ في ثوبها حين تفتح باب النهار لسرب الدجاجِ
أُحبُّ الطبيعةَ بين الخريفِ وبين الشتاءِ
وأبناءَ سجَّانِنا، والمجلاَّت فوق الرصيف البعيدِ
وألَّفْتُ عشرين أُغنيةً في هجاء المكان الذي لا مكان لنا فيهِ
حُرّيتي: أن أكونَ كما لا يريدون لي أن أكونَ
وحريتي: أنْ أوسِّع زنزانتي: أن أُواصل أغنيةَ البابِ
بابٌ هو البابُ: لا بابَ للبابِ
لكنني أستطيع الخروج إلى داخلي، إلخ.. إلخ

الجمعة، 19 أبريل 2013

ريتا - محمود درويش - فلسطين

بين ريتا وعيوني ... بندقية
والذي يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإله في العيون العسلية
... وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت
بي ، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه ... ريتا
بينما مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت ناراً عليها ... بندقية
اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا ... سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس ، واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين
آه ... ريتا
أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسلية
!قبل هذي البندقية
كان يا ما كان
يا صمت العشيّة
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسلية
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيوني ... بندقية

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

فراقكم مسمار في قلبي

.أذكر بحزن عميق
يوم صرخت في وجهي;
كيف دخلت حياتي..!
آه أيها الغريب...!
كنت أعرف منذ اللحظات الأولى
أنني عابرة سبيل في عمرك
... وأنني لن أملك إلا الخروج من جناتك
حاملة في فمي إلى الأبد
طعم تفاحك وذكراه ..,
لقد مات الأمل..!
ولذا تساوت الأشياء واللقاء والفراق
كلاهما عذاب و أمران أحلاهما مر..!


غاده السمان




Loie Fuller

الحقيقة

كي أكتب نصوصاً موجعة وجميلة
أحتاج أن يُجهش حبري بك .
لذا أمام أوراقي أستحضرك ، أعتصرك
لا قطرة من سمّ عشقك لي إلاّ و أحتسيها
... لكن ، بألمٍ كاذب
قصد توثيق نصّ نجاتي من لدغتك ، ليس أكثر
في الواقع
لعلّك متَّ مذ غدوتَ عندي مجرّد حاجةٍ أدبيّة .
إنّ حُباً نكتب عنه ، هو حبٌّ ما عاد موجوداً .
 
احلام مستغانمي

الاثنين، 1 أبريل 2013

لا أحد منا يفكر بصوت عال ولكن كثيرات يبتسمن بدون أرتباك ، لأننا نلقي أبتسامتنا يمنه ويسره بدون أن نخشي أنفضاح أمرنا أو نفاذ دهائنا

الأسود يليق بك

حاولت أن تخفي عن الجميع دمارها الداخلي. كان يلزمها إعادة إعمار عاطفي، كأنّها مدينة مرّ بها هولاكو، فأهلك كلّ ما كان جميلاً فيها. عزاؤها أنّها استطاعت أن تنقذ من الدمار كرامتها... وذلك الشيء الذي لم تمنحه إيّاه.
استيقظت من أحلام منتهية الصلاحيّة، كأنّ شيئًا ممّا حدث لم يحدث. لقد عاشت سنتان مأخوذة بألاعيب ساحر ماكر. كؤلئك السحرة الذين يخرجون من قبّعاتهم... حَمامًا... وأوراقًا نقديّة. لكن لا الحمام يمكن الإمساك به، ولا الأوراق النقديّة صالحة للإنفاق.
.لقد ترك لها ثروة الذكريات.. بينما كانت تتوقّع أن يهديها مشاريع حياة.

احلام مستغانمى

David Mor


David Mor





الأحد، 31 مارس 2013

وطني خريطه

هذي الأرض تكره من يكبلها تعشق من يقبلها ليحييها


منذ سنين وهذي الأرض مقهورة

نعلقلها على الجدران كالصورة

نبروزها ...

... نلون جبلها اخضر

ونرسم سهلها احمر

نزيد خطوطها حدة , لكي لا تظهر الاجزاء مبتورة

نعلقها بصدر البيت

نطرز حولها اكليل

ونكتب تحتها وطني

وننسى كل ما فيها

ننسى من يمد ترابها بالزيت

ننسى من يغذيها وننسى من يصبرها ويعطيها

ننسى حبرها المجبول بالزعتر

وننسى ان طفلا بات يضحكها ويبكيها

فهذي الأرض تكره من يكبلها

هذي الارض تعشق من يقبلها ليحييها

هذي الأرض تكره من يكبلها تعشق من يقبلها ليحييها

منذ سنين وهذي الأرض مقهورة

نعلقلها على الجدران كالصورة

نبروزها ...

... نلون جبلها اخضر

ونرسم سهلها احمر

نزيد خطوطها حدة , لكي لا تظهر الاجزاء مبتورة



نعلقها بصدر البيت

نطرز حولها اكليل

ونكتب تحتها وطني

وننسى كل ما فيها

ننسى من يمد ترابها بالزيت

ننسى من يغذيها وننسى من يصبرها ويعطيها

ننسى حبرها المجبول بالزعتر

وننسى ان طفلا بات يضحكها ويبكيها

فهذي الأرض تكره من يكبلها

هذي الارض تعشق من يقبلها ليحييها

هذي الأرض تكره من يكبلها تعشق من يقبلها ليحييها

منذ سنين وهذي الأرض مقهورة

نعلقلها على الجدران كالصورة

نبروزها ...

... نلون جبلها اخضر

ونرسم سهلها احمر

نزيد خطوطها حدة , لكي لا تظهر الاجزاء مبتورة



نعلقها بصدر البيت

نطرز حولها اكليل

ونكتب تحتها وطني

وننسى كل ما فيها

ننسى من يمد ترابها بالزيت

ننسى من يغذيها وننسى من يصبرها ويعطيها

ننسى حبرها المجبول بالزعتر

وننسى ان طفلا بات يضحكها ويبكيها

فهذي الأرض تكره من يكبلها

هذي الارض تعشق من يقبلها ليحييها

كلمات برهان يونس