الثلاثاء، 27 يوليو 2010

صعدوا على متن السفينة

صعدوا على متن السفينة
قاصدين مدينة

ركبوا بلا أشياء
وتناغم الوقت الحزين مع البكاء
وقصائد وحقائب وأصابع باتت تلوح للوداع بلا لقاء

البحر يهوي كلما اشتدت عيون الراحلين إلى السماء
وصفير هذا المركب الضخم اليتيم ينوح قهرا
ويبوح أسرارا لهذا الموج عن سر البقاء
وأنا أراقب قبلة المنفى وادرس تاريخ المدينة
صعدوا على متن السفينة

صعدوا على متن السفينة
لغربة الليل البهيم
فالبعض منهم ودع الأم الحبيبة
والبعض ودع زوجه وقريبه وحبيبه
والبعض ودع روحه
وأنا أراقب من بعيد
وكأن لي ما بينهم شيء غريب
شيء تدفق في عيوني
ونمى كما تنمو الزنابق في جفوني
ورأيتها كالعمر تلبس قبعة
وكأن عاصفة احاطت بالمكان
والهم اعصار يدب على ملامحها
وشطآني محاصرة بقهر الزوبعة
وتداري خلف حيائها شوق عجيب
أهي التي مرت علي والمنام حضنتها
أهي التي لما ذكرت الحب لاحت مثل ظل

ثم اعترفت بأنني موجوع

ليست هناك تعليقات: