صعدوا على متن السفينة
قاصدين مدينة
ركبوا بلا أشياء
وتناغم الوقت الحزين مع البكاء
وقصائد وحقائب وأصابع باتت تلوح للوداع بلا لقاء
البحر يهوي كلما اشتدت عيون الراحلين إلى السماء
وصفير هذا المركب الضخم اليتيم ينوح قهرا
ويبوح أسرارا لهذا الموج عن سر البقاء
وأنا أراقب قبلة المنفى وادرس تاريخ المدينة
صعدوا على متن السفينة
صعدوا على متن السفينة
لغربة الليل البهيم
فالبعض منهم ودع الأم الحبيبة
والبعض ودع زوجه وقريبه وحبيبه
والبعض ودع روحه
وأنا أراقب من بعيد
وكأن لي ما بينهم شيء غريب
شيء تدفق في عيوني
ونمى كما تنمو الزنابق في جفوني
ورأيتها كالعمر تلبس قبعة
وكأن عاصفة احاطت بالمكان
والهم اعصار يدب على ملامحها
وشطآني محاصرة بقهر الزوبعة
وتداري خلف حيائها شوق عجيب
أهي التي مرت علي والمنام حضنتها
أهي التي لما ذكرت الحب لاحت مثل ظل
ثم اعترفت بأنني موجوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق